قال في «الكواكب السائرة في أعيان المائة العاشرة» [1] للغزّي: كانت من أفاضل النساء من أهل العلم والدّين والصّلاح.
مولدها في ذي القعدة سنة (910) وقرأت على والدها وعلى أخيها شقيقها الشيخ الوالد كثيرا، وكتبت له كتابا بخطّها.
ومدحته بقصيدة تقول فيها:
إنما العالم الذي ... جمع العلم واكتمل
قام فيه بحقّه ... يتبع العلم بالعمل
سهر الليل كلّه ... بنشاط بلا كسل
فهو في الله دابه ... أبد الدّهر لم يزل
حاز علما بخشية ... وبدنياه ما اشتغل
حاسديه تعجّبوا ... ليس ذا الفضل بالحيل
ذاك مولاه خصّه ... بكمال من الأزل
من يرم مشبها له ... في الورى عقله اختبل
أو بلوغا لفضله ... فله قطّ ما وصل
فهو شيخي وسيّدي ... وبه النّفع قد حصل
وشعرها في المواعظ وغيرها في غاية الرّقة والمتانة. توفيت سنة (980) [2] .
وقد حوى هذا الكتاب أيضا من نفائس الأشعار ولطائف الأخبار ما تقرّ به عين المطالع، وهاك مما فيه من شعر الملوك، والأمراء، والعلماء، وبديع كلامهم ما نحكم به أنهم ملوك الشعر.
قال المعتضد بالله العبّاسي المتوفى سنة (289) [3] لما حضرته الوفاة:
تمتّع من الدّنيا فإنك لا تبقى ... وخذ صفوها ما إن صفت ودع الرّنقا