إلى أن قال: «وكان الفراغ منه يوم الاثنين تاسع عشر رمضان المعظم من شهور سنة (1080) هـ» .

وقد ذكر في كل سنة من توفي خلالها من الملوك، والوزراء، والعلماء، بغاية الاختصار، مع سلاسة العبارة، فلا يخطر بالبال رجل من رجال الدولة، أو العلم، أو الأدب، أو التّصوف، إلا وتوجد له فيه ترجمة تليق به.

ويوجد فيه أثناء التراجم بعض استطرادات مفيدة وغريبة في بابها:

منها: ما ذكره في ترجمة محمد المقرّي جدّ صاحب كتاب «نفح الطيب» المتوفى سنة (761) [1] ناقلا عن جدّه أنه قال: مولدي بتلمسان أيام أبي حمو موسى بن عثمان، وقد وقفت على تاريخ ذلك ولكني رأيت الصّفح عنه لأن أبا الحسن بن مؤمن سأل أبا طاهر السّلفي عن سنّه فقال: أقبل على شأنك فإني سألت أبا الفتح أزديان (كذا) [2] عن سنّه فقال لي: أقبل على شأنك، فإني سألت علي بن محمد اللّبان عن سنّه فقال لي: أقبل على شأنك، فإني سألت أبا القاسم حمزة بن يوسف السّهمي عن سنّه فقال: أقبل على شأنك، فإني سألت أبا بكر محمد بن عدي المنقري عن سنّه فقال: أقبل على شأنك، فإني سألت أبا إسماعيل الترمذي عن سنّه فقال: أقبل على شأنك، فإني سألت بعض أصحاب الشّافعي عن سنّه فقال:

أقبل على شأنك، فإني سألت الشافعيّ عن سنّه فقال: أقبل على شأنك، فإني سألت مالك بن أنس عن سنّه فقال: أقبل على شأنك، ليس من المروءة للرجل أن يخبر بسنّه، وأنشد لبعضهم في المعنى:

احفظ لسانك لا تبح بثلاثة ... سنّ ومال ما استطعت ومذهب

فعلى الثّلاثة تبتلى بثلاثة ... بمكفّر وبحاسد ومكذّب

وفيها أيضا [3] سأل ابن فرحون بن الحكم: هل تجد في التّنزيل ست فاءات مرتبة ترتيبها في هذا البيت:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015