ولد سنة اثنتين وعشرين وثمانمائة تقريبا في جهة العراق، وقدم من بلاده إلى مدرسة شيخ الإسلام أبي عمر بصالحية دمشق في سنة سبع وثلاثين، وأخذ الحديث عن الأمين الكركي، والشمس ابن الطحّان، وابن ناظر الصاحبة، وأخذ العلم عن الشيخ تقي الدّين بن قندس، والنّظام والبرهان ابني مفلح، وصار من أعيان الحنابلة.

أفتى، ودرّس، وصنّف كتاب «فتح الملك العزيز بشرح الوجيز» في خمس مجلدات. وتوجه إلى القاهرة، فاجتمع عليه حنابلتها، وقرأوا عليه، وأجاز بعضهم بالإفتاء والتدريس، وزار بيت المقدس، والخليل [1] عليه السلام، وباشر نيابة القضاء بدمشق، وكان معتقدا عند أهلها وأكابرها، ورعا، متواضعا، على طريقة السّلف.

وتوفي بها يوم السبت ثالث عشري جمادى الآخرة ودفن بسفح قاسيون.

وفيها القاضي ناصر الدّين أبو البقاء محمد بن القاضي عماد الدّين أبي بكر بن زين الدّين عبد الرحمن، المعروف بابن زريق الصّالحي الحنبلي [2] الإمام العالم المحدّث، تقدم ذكر أسلافه.

ولد بصالحية دمشق في شوال سنة اثنتي عشرة وثمانمائة، وهو من ذرية شيخ الإسلام أبي عمر. قرأ على علماء عصره، وبرع ومهر، وأفاد، وعلّم، وروى عنه خلق من الأعيان، وكان منوّر الشيبة، شكلا حسنا، على طريقة السّلف الصّالح.

وولي الناظر على مدرسة جدّه أبي عمر مدة طويلة، وناب في الحكم، ثم تنزه عن ذلك.

وتوفي بالصالحية عشية يوم السبت تاسع جمادى الآخرة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015