فيها تقريبا توفي إسماعيل بن أحمد [1] بن عيسى البرلسي المغربي الفاسي [2] المالكي، المعروف بابن زرّوق [3] الإمام العلّامة الصّوفي.
قال المناوي في «طبقاته» : عابد من بحر العبر يغترف، وعالم بالولاية متصف، تحلى بعقود القناعة والعفاف، وبرع في معرفة الفقه والتصوف والأصول والخلاف، خطبته الدنيا فخاطب سواها، وعرضت عليه المناصب فردّها وأباها.
ولد سنة ست وأربعين وثمانمائة، ومات أبوه قبل تمام أسبوعه، فنشأ يتيما، وحفظ القرآن العظيم، وعدة كتب، وأخذ التصوف عن القوري وغيره، وارتحل إلى مصر، فحجّ وجاوز بالمدينة، وأقام بالقاهرة نحو سنة، واشتغل بها في العربية والأصول على الجوجري وغيره، وأخذ الحديث عن السّخاوي، ثم غلب عليه التصوف، فكتب على الحكم نيفا وثلاثين شرحا، وعلى «القرطبية في شرح المالكية» وعلى «رسالة ابن أبي زيد القيرواني» عدة شروح كلها مفيدة نافعة، وعمل «فصل السالمي» [4] أرجوزة، وشرح كتاب «صدور الترتيب» لشيخه الحضرمي بن عقبة، وشرح «حزب البحر» للشاذلي، وشرح «الأسماء الحسنى» جمع فيه بين طريقة علماء الظّاهر والباطن، وكتاب «قواعد الصوفية» وأجاده جدا.