سراج الدّين أبي المكارم عبد اللطيف بن محمد الحسيني الفاسي الأصل المكّي الحنبلي [1] الشريف الحسيب النّسيب الإمام العالم العلّامة المقرئ المحدّث.
ولد غروب شمس يوم الثلاثاء سادس عشري شهر رمضان سنة اثنتين وأربعين وثمانمائة بمكّة المشرفة، وحفظ بها القرآن العظيم، وصلّى به بمقام الحنابلة التراويح، وحفظ قطعة من «محرّر ابن عبد الهادي» و «الشاطبية» و «مختصر ابن الحاجب» الأصلي، و «كافيته» و «تلخيص المفتاح» وتلا بالروايات السبع على الشيخ عمر الحموي النجّار [2] نزيل مكّة. وأخذ الفقه عن العزّ الكناني، والعلاء المرداوي، وأذن له في الإفتاء والتدريس والأصول عن الأمين الأقصرائي الحنفي، والتّقي الحصني، وأذنا له، وأخذ عن الأخير المعاني، والبيان، والعربية، وأصول الدّين، وسمع الحديث على أبي الفتح المراغي، والتّقي بن فهد، والشّهاب الزّفتاوي [3] ، وأجاز له والده وعمته أم الهدى، وقريبه عبد اللطيف بن أبي السرور، وزينب ابنة اليافعي، وأبو المعالي الصالحي المكيون.
ومن أهل المدينة الشريفة المحب الطّبري، وعبد الله بن فرحون، والشّهاب المحلّي.
ومن القاهرة ابن حجر، والمحب بن نصر الله، والتّقي المقريزي، والزين الزركشي، والعزّ بن الفرات، وسارة بنت عمر بن جماعة، والعلاء بن بردس، وأبو جعفر ابن العجمي في آخرين.
ورحل في الطلب، وجد واجتهد، ثم أقام بمكة للاشغال، وولي قضاء الحنابلة بها سنة ثلاث وستين، ثم أضيف إليه قضاء المدينة سنة خمس وستين،