وفيها الإمام العارف بالله تعالى عبد الرحمن بن أحمد الجامي [1] .

ولد بجام من قصبات خراسان [2] ، واشتغل بالعلوم العقلية والشرعية فأتقنها، ثم صحب مشايخ الصوفية، وتلقّن الذكر من الشيخ سعد الدّين الكاشغري، وصحب خواجه عبيد الله السّمرقندي، وانتسب إليه أتمّ الانتساب. وكان يذكر في كثير من تصانيفه أوصاف خواجه عبيد الله، ويذكر محبته له، وكان مشتهرا بالفضائل. وبلغ صيت فضله الآفاق، وسارت بعلومه الرّكبان، حتّى دعاه السلطان بايزيد خان إلى مملكته، وأرسل إليه بجوائز سنية، فكان يحكي من أوصلها أنه تجهّز للسفر، وسافر من خراسان إلى همذان، ثم قال للذي أوصل الجائزة: إني امتثلت أمره الشريف حتّى وصلت إلى همذان، والآن أتشبث بذيل الاعتذار، وأرجو العفو منه إني لا أقدر على الدخول إلى بلاد الرّوم لم أسمع فيها من الطّاعون، وكان رحمه الله تعالى أعجوبة دهره علما، وعملا، وأدبا، وشعرا. وله مؤلفات جمّة، منها «شرح فصوص الحكم» لابن عربي، و «شرح الكافية لابن الحاجب» وهو أحسن شروحها. وكتب على أوائل القرآن العظيم تفسيرا أبرز فيه بعضا من بطون القرآن العظيم وغوامضه، وله كتاب «شواهد النبوة» بالفارسية. وكتاب «نفحات الأنس» بالفارسية أيضا. وكتاب «سلسلة الذهب» حطّ فيه على الرافضة، وكتاب «الدرة الفاخرة» و «تسمية أهل اليمن حطّ رحلك» إشارة إلى أنه كتاب تحط الرحال عنده، و «رسالة في المعمّى والعروض والقافية» وله غير ذلك، وكل تصانيفه مقبولة.

وتوفي بهراة وجاء تاريخ وفاته وَمن دَخَلَهُ كانَ آمِناً 3: 97 [آل عمران: 97] .

ولما توجهت الطائفة الطّاغية الأردبيلية إلى خراسان، أخذ ابنه ميتته من قبره ودفنه في ولاية أخرى فأتت الطائفة المذكورة إلى قبره وفتشوه فلم يجدوا جسده فأحرقوه ما فيه من الأخشاب.

وفيها قاضي القضاة محيى الدّين أبو صالح عبد القادر بن قاضي القضاة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015