الخمسين [1] . وقرّر في عدة وظائف، ثم تركها، وأقبل على العبادة والمواظبة على الأوراد الشاقة، ولم يغيّر زي الفقهاء، وكان شكلا حسنا، نيّر الوجه، منبسطا، ولا يكون في الخلوة إلّا مصليا أو تاليا، أو ذاكرا، أو مطالعا في كتاب، وكان يبدي مسائل ومشكلات ويحسن الجواب، ولم يكن في عصره من الفقهاء أعبد منه، وكان أخوه القاضي شرف الدّين قد كفاه همّ الدنيا.
مات في سلخ رمضان. انتهى.
وفيها زينب بنت عثمان بن محمد بن لؤلؤ الدمشقية [2] .
سمعت الحجّار، وأجازت للحافظ ابن حجر.
وفيها أبو عامر عبد الله بن أحمد بن إبراهيم بن علي بن عثمان بن يعقوب بن عبد الحقّ المريني [3] ، صاحب فاس وبلاد المغرب.
توفي في جمادى الآخرة واستقرّ بعده أخوه أبو سعيد عثمان ودبّر أمر المملكة أحمد بن علي القبائلي على عادته في أيام أخيه.
وفيها تاج الدّين أبو محمد عبد الله بن علي بن عمر السّنّجاري الحنفي [4] المعروف بقاضي صور- بفتح الصاد المهملة بلدة بين حصن كيفا وبين ماردين بديار بكر [5]-.
ولد بسنجار سنة اثنتين وعشرين وسبعمائة، وتفقه بها وبالموصل وماردين، وكان إماما عالما بارعا مفننا في الفقه، والأصلين، والعربية، واللغة. أفتى ودرّس سنين، وقدم إلى دمشق ثم إلى القاهرة، وأخذ عن علماء المصريين، وألّف عدة كتب، منها: «البحر الحاوي» في الفتاوى، و «نظم المختار» في الفقه، و «نظم السّراجية» في الفرائض، و «نظم سلوان المطاع لابن ظفر» .