واشتهر بذلك، وكان يعيش عيش الملوك ولا يتردد لأحد، وكان ينسب إلى الرفض لأنه كان لا يصلي الجمعة، ويدّعي من يتبعه أنه المهدي، وكان في [1] أول أمره قدم حلب- أي من بلاد العجم التي نشأ بها- فنزل بجامعها منقطعا عن الناس، فذكر للظّاهر أنه يعرف الطب معرفة جيدة، فأحضره إلى القاهرة ليداوي ولده فلم ينجع، فاستمر مقيما بمنزله على شاطئ النيل إلى أن مات في جمادى الآخرة وقد جاوز الثمانين، وخلّف موجودا كثيرا ولم يوص بشيء، فنزل قلمطاي الدويدار الكبير فاحتاط على موجودة فوجد عنده جام ذهب وقوارير فيها خمر وزنانير للرّهبان ونسخة من الإنجيل، وكتبا تتعلق بالحكمة والنّجوم والرّمل، وصندوق فيه فصوص مثمنة على ما قيل.
وفيها برهان الدّين أبو الوفا إبراهيم بن نور الدّين أبي الحسن علي بن محمد بن أبي القاسم فرحون بن محمد بن فرحون اليعمري المدني المالكي [2] .
ولد بالمدينة الشريفة، ونشأ بها، وسمع من الحافظ جمال الدّين المطري، والوادياشي. سمع منه «الموطأ» ، وغيرهما.
وتفقه وبرع، وصنّف، وجمع، وحدّث، وولي قضاء المالكية بالمدينة المنورة، وكانت وفاته بها في ذي الحجّة ودفن بالبقيع وقد جاوز التسعين.
وفيها نجم الدّين أحمد [بن إسماعيل] [3] بن محمد بن أبي العزّ [بن صالح بن أبي العزّ] [4] وهيب [5] الأذرعي ثم الدمشقي الحنفي، المعروف بابن الكشك [6] .