فيها، فأمسك الضّارب وضرب [ضربا عظيما] [1] وحبس فأظهر الاختلال، وحمل الشيخ إلى داره، فأقبل على أصحابه يحدّثهم وينشدهم على عادته، وأتمّ صيام يومه. ثم حصل له بعد ذلك حمّى، واشتد مرضه، حتّى توفي ليلة الخميس المذكور.
وفيها مسند الوقت أبو المعالي أحمد بن إسحاق بن محمد بن المؤيد الأبرقوهي [2]- بفتح الهمزة والموحدة وسكون الراء وضم القاف وبالهاء، نسبة إلى أبرقوه بلدة بأصبهان- حدّث عن الفتح بن عبد السّلام، وابن صرما، وابن أبي لقمة، والفخر بن تيميّة، وتفرّد بأشياء. وكان مقرئا، صالحا، متواضعا، فاضلا.
توفي بمكة في عشري ذي الحجّة.
وفيها مجد الدّين يوسف بن القباقبي [3] ، الفاضل الأديب.
من شعره في الثّلج:
طمت الثّلوج على الوهاد مع الرّبى ... فالكون يعجب منه وهو مفضّض
فانهض لنجمع شمل أنس مقبل ... بلذاذة فاليوم يوم أبيض