بحر بن العاص، وأفتى ستين سنة، وولي قضاء مرسية وشاطبة دفعات، وصنّف التصانيف، وكان أسند من بقي بالأندلس، توفي في المحرم.
وفيها الغزنوي الفقيه بهاء الدّين أبو الفضل محمد بن يوسف الحنفي [1] المقرئ. روى عن قاضي المارستان وطائفة، وقرأ القراءات على سبط الخيّاط، قرأ عليه بطرق «المنهج» السخاويّ [2] وغيره، ودرّس المذهب، وتوفي بالقاهرة في ربيع الأول.
وفيها أبو عبد الله محمد بن عثمان بن عبد الله بن عمر بن عبد الباقي ابن العكبري البغدادي الظّفري [3]- نسبة إلى الظّفريّة محلّة ببغداد [4]- الفقيه الحنبلي المحدّث الواعظ.
قال ابن النجار: جارنا بالظّفريّة. حفظ القرآن في صباه، وقرأه بالرّوايات على أبي بكر بن الباقلاني الواسطي وغيره، وتفقّه على مذهب الإمام أحمد بن حنبل، وقرأ العربية على أبي البركات الأنباري، وابن الخشّاب، وصحب شيخنا أبا الفرج بن الجوزي، وقرأ عليه شيئا من مصنفاته في الوعظ وغيره، وسمع الحديث من أبي العبّاس أحمد بن محمد بن المرقّعاتي، وشهدة الكاتبة، وخلق كثير، وكان يجلس للوعظ ثم انقطع ببيته لا يخرج إلّا إلى الجمعة والجماعة، وكان يكثر الجلوس في المقابر. سمعت منه، وكان يسمع بقراءتي على مشايخنا، وكان صدوقا متدينا عفيفا، قليل المخالطة للناس، محبا للخلوة. وقال: ذكر أن مولده في سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة، وتوفي ليلة الاثنين ثامن عشر جمادى الأولى.