وفيها علي بن حمزة أبو الحسن البغدادي الكاتب [1] حاجب باب النوبيّ. حدّث بمصر عن ابن الحصين، وتوفي في شعبان.

وفيها غياث الدّين الغوري سلطان غزنة أبو الفتح محمد بن سام بن حسين [2] ملك جليل عادل [3] محبّب إلى رعيته، كثير المعروف والصدقات، تفرّد بالممالك بعده أخوه السلطان شهاب الدّين.

وفيها ابن الشّهرزوري، قاضي القضاة، أبو الفضائل القاسم بن يحيى ابن أخي قاضي الشام كمال الدّين [4] ولي قضاء الشام بعد عمه قليلا، ثم لما تملّك العادل سار إلى بغداد، فولي بها القضاء والمدارس والأوقاف، وارتفع شأنه عند الناصر لدين الله إلى الغاية، ثم إنه خاف الدوائر فاستعفى، وتوجّه إلى الموصل، ثم قدم حماة، فولي قضاءها فعيب عليه ذلك، وكان جوادا ممدّحا، له شعر جيد ورواية عن السّلفيّ. توفي بحماة في رجب عن خمس وستين سنة، وحمل إلى دمشق فدفن بها.

وفيها الزّاهد أبو عبد الله القرشي محمد بن أحمد بن إبراهيم الأندلسي [5] الصوفي أحد العارفين وأصحاب الكرامات والأحوال. نزل بيت المقدس وبه توفي عن خمس وخمسين سنة، وقبره مقصود بالزيارة.

وفيها أبو بكر بن أبي جمرة محمد بن أحمد بن عبد الملك الأموي مولاهم القرشي [6] المالكي القاضي، أحد أئمة المذهب. عرض «المدونة» .

على والده، وله منه إجازة كما لأبيه إجازة من أبي عمرو الدّاني، وأجاز له أبو

طور بواسطة نورين ميديا © 2015