قال ابن كثير [1] : في هذه السنة والتي بعدها، كان بديار مصر غلاء شديد، فهلك الغنيّ والفقير، وعمّ الجليل والحقير، وهرب الناس منها نحو الشام، ولم يصل منهم إلّا القليل من الفيام [2] وتخطفتهم الفرنج من الطرقات وغرّوهم [3] في أنفسهم واغتالوهم بالقليل من الأقوات.
وفيها توفي أبو جعفر [4] القرطبي أحمد بن علي بن أبي بكر المقرئ الشافعي إمام الكلّاسة وأبو إمامها.
ولد سنة ثمان وعشرين بقرطبة، وسمع بها من أبي الوليد بن الدبّاغ [5] ، وقرأ القراءات على أبي بكر بن صاف [6] ثم حجّ وقرأ القراءات على ابن سعدون القرطبي، ثم قدم دمشق فأكثر عن الحافظ ابن عساكر، وكتب