وفيها قاضي زبيد الإمام الفاضل البارع المحمود السيرة، علي بن الحسين السّيري [1]- بفتح السين وبالراء المهملتين- توفي بمخلاف الساعد قافلا من مكّة، وكان ممن أجمع على فضله الموافق والمخالف، يقال: إنه أجاب عن ألف مسألة امتحنه بها أهل زبيد، وفضائله يتعجب منها السامع، كما قال ابن سمرة [2] .
وفيها أبو طالب الكتّاني محمد بن علي بن أحمد الواسطي [3] المحتسب. توفي في المحرّم، وله أربع وتسعون سنة. سمع من أبي الصقر الشاعر، وأبي نعيم الجمّاري وطائفة، وانفرد بإجازة أبي طاهر أحمد بن الحسن الكرجي، [و] الباقلّاني، وجماعة، ورحل إلى بغداد فلحق بها أبا الحسن بن العلّاف، وكان ثقة ديّنا.
وفيها يونس بن محمد بن منعة الإمام رضي الدّين الموصلي [4] الشافعي، والد العلّامة كمال الدّين موسى، وعماد الدّين محمد، تفقّه على الحسين بن نصر بن خميس، وببغداد على أبي منصور الرزاز، ودرّس، وأفتى، وناظر، وتفقّه به جماعة، وكان مولده بإربل سنة إحدى عشرة وخمسمائة، وتوفي في المحرم.