آه من خصر له وعلى ... رشفة من برد ريقته
يا له في الحسن من صنم ... كلّنا من جاهليّته
فقال له ابن الدّوامي: يا حجّة العرب! هي لك؟ قال: نعم، فصاح صائح: يكذب، ما هي له، ففتشوا فلم يجدوا أحدا، فقال: أنشدني غيرها.
فأنشده غيرها، كل ذلك والقائل يقول له تكذب- ثلاث مرات- فقال الأبله في الثالثة: فما هي لي فهي لمن؟ فقال القائل: هي لي، قال: ومن أنت؟ قال شيطانك الذي أعلمك قول الشعر، قال له: صدقت، الله يحفظك عليّ.
قال أبو الدرّ الرّومي الشاعر: مرض الأبله فعدته، فقال: ما بقيت أقدر أنظم، قلت: فما سببه؟ قال: مات تابعي، وتوفي بعد ذلك ومن شعره أيضا:
دارك يا بدر الدّجى جنّة ... بغيرها نفسي ما تلهو
وقد روي في خبر أنه ... أكثر أهل الجنّة البله
وله:
يا ذا الذي كفل اليتيم ... وقصده كفل اليتيم
إن كنت ترغب في النّعيم ... فقد حصلت على الجحيم
قال الذهبي: مات وخلّف ثمانية آلاف دينار، ولم يكن له وارث، وتوفي في جمادى الآخرة.
وفيها أبو العلاء البصري محمد بن جعفر البصري ثم البغدادي [1] المقرئ، قرأ القراءات [2] على أبي الخير الغسّال [3] وسمع من ابن بيان، وأبي النّرسي، وعاش ثلاثا وتسعين سنة.