الشافعية ببغداد، تفقه على إمام الحرمين، وكان فصيحا، مليحا، مهيبا، نبيلا، قدم بغداد، ودرّس بالنّظاميّة وتخرّج به الأصحاب، وعاش أربعا وخمسين سنة.
قال ابن خلّكان [1] : ذكره الحافظ عبد الغافر في «تاريخ نيسابور» فقال:
كان من رؤوس معيدي إمام الحرمين في الدرس، وكان ثاني أبي حامد الغزالي، بل أفضل وأصلح وأطيب في الصوت والنظر، ثم اتصل بخدمة مجد الملك [2] بركياروق بن ملكشاه السلجوقي، وحظي عنده بالمال والجاه، وارتفع شأنه، وتولى القضاء بتلك الدولة، وكان محدّثا يستعمل الأحاديث في مناظراته ومجالسته.
ومن كلامه: إذا جالت فرسان الأحاديث في ميادين الكفاح، طارت رؤوس المقاييس في مهابّ الرياح.
وحدّث الحافظ أبو طاهر السّلفي [قال] : استفتيت شيخنا إلكيا الهرّاسي ما يقول الإمام- وفقه الله تعالى- في رجل أوصى بثلث ماله للعلماء والفقهاء، أتدخل كتبة الحديث تحت هذه الوصية أم لا؟ فكتب الشيخ تحت السؤال:
نعم، كيف لا، وقد قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلم: «من حفظ على أمتي أربعين حديثا من أمر دينها بعثه الله يوم القيامة فقيها عالما» [3] .
وسئل إلكيا أيضا عن يزيد بن معاوية فقال: إنه لم يكن من الصحابة، لأنه ولد في أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وأما قول السّلف، فقيه