ومن مديحها:
لم يدع للعزيز [1] في سائر الأر ... ض عدوا إلّا وأخمد ناره
كلّ يوم له على نوب الدّه ... ر وكرّ الخطوب بالبذل غاره
ذويد شأنها الفرار من البخ ... ل وفي حومة النّدى كرّاره
هي فلّت عن العزيز عداه ... بالعطايا وكثّرت أنصاره
هكذا كلّ فاضل يده تمس ... ي وتضحي نفّاعة ضرّاره
وأكثر شعره جيد، وهو على أسلوب شعر صريع الدّلاء القصّار البصري.
وأقام بمصر زمانا طويلا، وأكثر شعره في ملوكها ورؤسائها، وتوفي يوم الجمعة، ثاني عشري شهر رمضان، وقيل: في شهر ربيع الآخر بمصر، على قول.
وفيها خلف بن أحمد بن محمد بن اللّيث البخاري، صاحب بخارى، وابن صاحبها، كان عالما جليلا، مفضّلا على العلماء، عاش بضعا وسبعين سنة، وروى عن عبد الله بن محمد الفاكهي وطبقته، مات شهيدا في الحبس ببلاد الهند.
وفيها أبو مسلم الكاتب، محمد بن أحمد بن علي البغدادي بمصر في ذي القعدة، كان آخر من روى عن البغوي، وابن صاعد، وابن أبي داود.
روى كتاب «السبعة» لابن مجاهد عنه، وسمع بالجزيرة، والشام، والقيروان، وكان سماعه صحيحا من البغوي في جزء واحد وما عداه مفسود.
وقال في «المغني» [2] : هو آخر أصحاب البغوي، ضعّف.