ونادرة الملك [1] ، وإنسان حدقة العلم، ودرّة تاج الأدب، وفارس عسكر الشعر، جمع [2] خط ابن مقلة، ونثر الجاحظ، ونظم البحتري، وفيه يقول الصاحب بن عبّاد:

إذا نحن سلّمنا لك العلم كلّه ... فدع هذه الألفاظ ننظم شذورها [3]

ومن شعره [4] :

يقولون لي فيك انقباض وإنّما ... رأوا رجلا عن موقف الذّلّ أحجما

أرى النّاس من داناهم هان عندهم ... ومن أكرمته عزّة النّفس أكرما

وما كلّ برق لاح لي يستفزّني ... ولا كلّ من لاقيت [5] أرضاه منعما

وإني إذا ما فاتني الأمر لم أبت ... أقلب كفي إثره متندما [6]

ولم أقض حقّ العلم إن كان كلّما ... بدا طمع صيّرته لي سلّما

إذا قيل هذا منهل [7] قلت قد أرى ... ولكنّ نفس الحرّ تحتمل الظّما

ولم أبتذل في خدمة العلم مهجتي ... لأخدم من لاقيت لكن لأخدما

أأشقى به غرسا وأجنيه ذلّة ... إذا فاتباع الجهل قد كان أحزما

ولو أنّ أهل العلم صانوه صانهم ... ولو عظّموه في النّفوس تعظّما

ولكن أذلوه فهان [8] ودنّسوا ... محياه بالأطماع حتّى تجهّما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015