لله درّك من ملك [1] بمضيعة ... ناهيك في العلم والآداب والحسب
ما فيه لوّ، ولا لولا فتنقصه ... وإنّما أدركته حرفة الأدب [2]
ولابن المعتز أشعار رائقة وتشبيهات بديعة، فمن ذلك قوله:
سقى المطيرة ذات الظلّ والشجر ... ودير عبدون هطّال من المطر
فطالما نبّهتني للصّبوح بها ... في غرّة الفجر والعصفور لم يطر
أصوات رهبان دير في صلاتهم ... سود المدارع نعّارين في السّحر
مزنّرين على الأوساط قد جعلوا ... على الرؤوس أكاليلا من الشّعر
كم فيهم من مليح الوجه مكتحل ... بالسحر يطبق جفنيه على حور
لاحظته بالهوى حتّى استقاد له ... طوعا وأسلفني الميعاد بالنّظر
وجاءني في قميص اللّيل مستترا ... يستعجل الخطو من خوف ومن حذر
فقمت [3] أفرش خدّي في الطريق له ... ذلّا وأسحب أذيالي [4] على الأثر
ولاح ضوء هلال كاد يفضحنا ... مثل القلامة قد قدّت من الظّفر
وكان ما كان ممّا لست أذكره ... فظنّ خيرا ولا تسأل عن الخبر
وله في الخمر المطبوخة، وهو معنى بديع، وفيه دلالة على أنه كان حنفي المذهب:
خليلي قد طاب الشّراب المورّد ... وقد عدت بعد النّسك والعود أحمد
فهات [5] عقارا في قميص زجاجة ... كياقوتة في درّة تتوقّد