ألا أُخْبِرُكُمْ بِرَاْسِ الأَمْرِ كُلِّه وَعَمُودِه وذِرْوَةِ سَنَامِه؟
قُلْتُ: بلَى يارسول الله
قال: رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد ... "
وروى في كتاب " الجهاد: ح. ر:1621 بسنده عن فضالةبن عبيد أن رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم قال:
" كلُّ ميِّتٍ يختَمُ عَلى عملِهِ إلا الذي مات مُرابطًا في سبيلِ اللهِ، فإنَّه يُنْمى له إلى يومِ القيامَة، ويَأمَنُ فتنة القبرِ"
فهذا هو الاستثمار الأعظم وتلك هي التنمية التي يجدر بنا أن يكون لنا منها النصيب الأوفر.، فقد جاء في السنة أيضًا برواية الترمزى "ح. ر: 1625" عن خُرَيْم بن فاتك قال رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم:
" من أَنْفَقَ فِي سبيلِ اللهِ كُتِبتْ له سبعمائة ضعفٍ "
وفي حديث آخر:"ح. ر: 1628" " عن زيد بن خالد الجُهَنِيِّ عن رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم قال:
" مَنْ جَهَّزَ غازيًا فَقَدْ غَزا، ومَنْ خَلَفَ غَازيًا في أهله فقد غَزَا"
وإن الأحاديث النبوية في التحريض على الجهاد في سبيل الله كثيرة لايتسع المقام للإشارة إلي كثير منها،وهي في دواوين السنة المرفوعة المسندة محفوظة.
ولا يعجبنى القول بأنَّ الجهاد:" حقيقة في المدافعة بالسلاح، فإطلاقه على بذل المال في الغزو من إنفاق على الجيش واشتراء الكراع والسلاح مجاز بعلاقة السببية " كما يقول " الطاهر بن عاشور " فإن الجهاد دال على جميع صوره دلالة حقيقية فهو من الالفاظ المتواطئة التى يشمل معناها صورًا عديدة تنطوى تحت معنى عام لها، وقد جاء في السنة ما يؤكد أن للجهاد صورًا عدَّة: