وفي الدعوة إلى الجهاد اتساع في الميدان الذي تكون فيه المجاهدة، واتساع في المنهاج والآلات، فإن الجهاد في سبيل الله فرض عين على كل مسلم ومسلمة، إذ هو شامل حركة المسلم بغير استثناء، فما من مسلم إلا وهو قادر على صورة من صور الجهاد في سبيل الله ماكان يتردد في صدره زفير أو شهيق، فإن صور الجهاد لاتكاد

تُعَدُّ ولا تحصر، فإن الاجتهاد في الدعاء الصالح بمنازل الاستجابة من الجهاد، وهل يعجز عن تلك الصورة أحدٌ في صدره شهيقٌ أوْ زفيرٌ؟

فعطف (جاهدوا) على (انفروا) من عطف عام على خاص، وهو في بيان العربية، ثم في بيان الوحي العَلِيِّ جذُ كثير

وهذا العطف مسلك من مسالك التوكيد في العربية، وهي كثيرة متنوعة

وقد جاءت السنة محرضة الأمة على الجهاد في سبيل الله تبليغًا لما جاء به الأمر الإلهى لرسوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم

(يَأيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِين عَلَى الْقِتَال " فجاء في بيان النبوة:

روى البخاري بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه: " قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم،فقال: " دُلَّنُي عَلَى عملٍ يَعْدِلُ الجهادَ. قال:لا أجدُه. قال: هَلْ تستطيعُ إذا خرجَ المجاهدُ أن تدخلَ مسجدَك،فتقومَ، ولا تَفْتُرَ،وتصومَ،ولا تَفْطُرَ؟

قال ومن يستطيع ذلك " {كتاب: الجهاد: ح. ر:2623}

وفي الباب نفسه بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم قال:" لَقابُ قَوسٍ في الجَّنة خيرٌ مِمَّا تَطْلُعُ عليه الشَّمْسُ وَتَغْرُبُ

وقال لَغَدْوَةٌ أوْ رَوْحَةٌ فِي سبيلِ اللهِ خَيْرٌ مِمَّا تَطْلُعُ عَلَيْهِ الشَّمْسُ وَتَغْرُبُ " {ح. ر:2631}

وبسنده عن عبد الرحمن بن جبر أن رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم قال ما اغْبرَّت قَدَما عبدٍ في سبيل الله فتَمَسَّه النارُ." {ح. ر:2656}

طور بواسطة نورين ميديا © 2015