وهذا يفهم منه أن من يقع منه ما يكون سببًا لما لايحب الله تعالى جدُّه ورسوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم يكون فاعلا لذلك الفعل وإن لم يباشر ذلك الفعل بنفسه

وهذا يحمل تهديدًا لمن تثاقل ورغب عن النفارفي سبيل الله تعالى وقد بينت السنة هذا بيانا جليًّا:"من دلَّ على خيرٍفله مثل أجرفاعله" {مسلم: إمارة، ح ر:133/1893}

ويؤخذ من هذا أن من دلَّ على شر فله جزاء مثل فاعله، فلو عقل الناس هذا لما أقاموا أنفسهم مقامًا يغرى غيرهم بالوقوع فيما لايرضي الله عز وجلَّ، لإنَّ الله عز وجلَّ قد هدى إلى أن من أضلَّ غيره فإنه يحمل وزره ووزر من أضلَّه، يقول جلَّ جلالُه:

" وإذا قِيلَ لَهُمْ مَاذَا أنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا أسَاطِيرُ الأوَّلينَ * لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ القِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِعِلْمٍ أَلا سَاء مَا يَزِرُونَ " {النحل:24-25}

وفي البيان عن فاعل الإخراج باسم الموصول إعلام بأنَّ الوصف المنادى عليهم به " كفروا" هو الحامل لهم على ما اقترفوا في حقِّ من هم على يقين بأنه ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ خير من رأت أعينهم وأعين آبائهم وأجدادهم، ولكنهم كفروا بذلك كله وكفروا بما جاءهم به من الذكر والشرف " وإنَّه لذكر لك ولقومك "

حملهم كفرانهم على أن يقترفوا في حقه صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ما اقتضاه أن يخرج من أحبِّ بلاد الله تعالى جَدُّه إليه، فودعها قائلا: لولا أنَّ قومك أخرجونى منك ماخرجت.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015