الزوجية ومحضن الفراغ الزغب البشاشة والأمن والرضا، وتكون بالتالي مربية الأجيال، وصانعة الأبطال، ومنشئة العباقرة. وإنه للحرص من رسول الإسلام العظيم على أن يبنى الزواج على أساس مكين راسخ متوازن من مطالب الجسم والعقل والروح والعاطفة، ليكون قويا لا يزعزعه تنافر الأمزجة، ولا تعصف به نزوات النفوس، ومن هنا كان المسلم الحق المستهدي شريعة الله في خطواته كلها بصيرا، لا يقع في حبائل خضراء الدمن، وهي المرأة الحسناء في منبت السوء، بل يقول للناس مع القائل: ((إياكم وخضراء الدمن)) (?).
والمسلم الحق الصادق ملزم بعد زواجه بالسير على هدي الإسلام العالي في معاشرته لزوجته وتعامله معها. ولو رحنا نتدبر هدي الإسلام العظيم في توصيته بالمرأة، والحض على تكريمها وحسن معاملتها لرأينا عجبا.
لقد أوصى الإسلام بالمرأة، وأحلها مكانة ما عرفتها يقينا في غير هذا الدين. فها هو ذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يهيب بالرجال جميعا:
((إستوصوا بالنساء خيرا، فإن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج ما في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء)) (?).
وفي رواية في الصحيحين: ((المرأة كالضلع: إن أقمتها كسرتها، وإن استمتعت بها استمتعت بها، وفيها عوج)).
وفي رواية لمسلم: ((إن المرأة خلقت من ظلع، لن تستقيم لك على