فالمسلم الحق الواعي الحصيف هو الذي يوازن بين جسمه وعقله وروحه، فيعطي لكل حقه، ولا يغالي في جانب من هذه الجوانب على حساب جانب، مستهديا بهدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المتوازن الحكيم، وذلك فيما يروي عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - علم بمغالاته في العبادة فقال له: ((ألم أخبر أنك تصوم النهار وتقوم الليل؟ قال: بلى يارسول الله. قال: ((فلا تفعل، صم وأفطر، ونم وقم؛ فإن لجسدك عليك حقا، وإن لعينيك عليك حقا، وإن لزوجك عليك حقا، وإن لزورك عليك حقا ... )) (?).
فكيف يحقق المسلم هذا التوازن بين جسمه وعقله وروحه؟.
يحرص المسلم كل الحرص على أن يكون صحيح الجسم، قوي البنية. ولهذا، فهو يعتدل في طعامه وشرابه، لا يقبل على الطعام إقبال الشره النهم، وإنما يصيب منه ما يقيم به صلبه، ويحفظ عليه صحته وقوته ونشاطه، مستهديا بقول الله تعالى في محكم كتابه:
{وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} (?).
وبقول الرسول الكريم وهديه في الاعتدال في الطعام والشراب:
((ما ملأ آدمى وعاء شرا من بطنه، فإذا كان لا محالة فاعلا، فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه (?).