((يا بن آدم إنك إن تبذل الفضل (?) خير لك، وإن تمسكه شر لك،

ولا تلام على كفاف (?)، وابدأ بمن تعول، واليد العليا خير من اليد السفلى)) (?).

ولا يفارق المسلم الواعي البصير كرمه وإقباله على الصدقة متى زاد شيء في يده عن حاجته وحاجة عياله، ولو كان هذا الشيء بمثابة احتياطي يذخره الناس ضمانا من الفقر، أو وسيلة للعروج في مدارج الغنى، بل إنه ليرى في هدي دينه أن صدقته في مثل هذه الحالة هي أعلى أنواع الصدقات طرا، وأفضلها أجرا، كما جاء في الحديث الذي رواه أبو هريرة، قال:

((جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله، أي الصدقة أفضل أجرا؟ قال: ((أن تصدق وأنت صحيح شحيح تخشى الفقر، وتأمل الغنى. ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت لفلان كذا ولفلان كذا، وقد كان لفلان)) (?).

والمسلم الحق الجواد يخص بعطائه وكرمه الفئات التي تستحق الرفد والغوث والإعانة، فيتحرى أولئك العفاة والمحرومين من المساكين المتعففين الذين لا يسألون الناس إلحافا، ويحسبهم الناس أغنياء من التعفف، فيذهب إليهم، ويطرق أبوابهم، ويحبوهم ما يسد حاجتهم ويحفظ كرامتهم.

ذلك أن هؤلاء المساكين المتعففين هم أولى الناس بالرفد والعطاء، وهم الذين عناهم الرسول الكريم بقوله:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015