صاحباه أبو بكر وعمر رضي الله عنهما، حتى إن عبد الله بن مسعود يقول: ((والذي لا إله إلا هو ما رأيت أحدا كان أشد على المتنطعين من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولا رأيت أحدا أشد عليهم من بعده من أبي بكر، وإني لأظن عمر كان أشد أهل الأرض خوفا عليهم، أولهم)) (?).
والمسلم الحق بعيد أيضا عن الشماتة والزراية بالآخرين، لأن الشماتة خلق وضيغ مؤذ جارح، نهى عنه الإسلام، وحذر من الوقوع فيه، وذلك في الحديث الشريف القائل:
((لا تظهر الشماتة لأخيك، فيرحمة الله ويبتليك)) (?).
إنه لا مكان للشماتة في نفس المسلم الحق الذي أشربت نفسه روح الإسلام وهديه، بل إن نفس المسلم لتحدب على المبتلى وترثي لحاله، وتسارع إلى التخفيف عنه، وكلها عطف عليه وألم لمصابه. وما تظهر الشماتة إلا في النفوس المريضة البعيدة عن روح الإسلام وهديه، والمنشأة على حب الانتقام والكيد والتربص والوقيعة والأذى.
والمسلم الحق المستنير بتعاليم دينه، القائم بتطبيقها على نفسه في صدق وإخلاص كريم جواد، يداه مبسوطتان، تهميان بالخير (?) الثر على أبناء مجتمعه، في شتى المناسبات والأحوال.