ومن هنا كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يؤكد أهمية حسن الخلق للصحابة الكرام، ويحضهم على التجمل به، ويحببه إلى نفوسهم بأساليب شتى من قوله وفعله، إدراكا منه لأثره الكبير في تهذيب الطباع، وتزكية النفوس، وتجميل الخلائق، ومن ذلك قوله لأبي ذر:
((يا أبا ذر، ألا أدلك على خصلتين، هما أخف على الظهر، وأثقل في الميزان من غيرهما؟)) قال: بلى يا رسول الله، قال: ((عليك بحسن الخلق، وطول الصمت. فو الذي نفسي بيده ما تجمل الخلائق (?) بمثلهما)) (?).
وقوله:
((حسن الخلق نماء، وسوء الخلق شؤم، والبر زيادة في العمر، والصدقة
تمنع ميتة السوء)) (?).
وكان من دعائه - صلى الله عليه وسلم -: ((اللهم أحسنت خلقي، فأحسن خلقي)) (?).
إن دعاء الرسول الكريم أن يحسن الله خلقه، وهو الذي قال الله تعالى فيه: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} (?) لدليل عميق على اهتمامه الشديد بحسن الخلق، ورغبته الحارة في أن يستزيد المسلمون دوما منه، مهما سموا في معارجه الوضاء، كما كان يستزيد نبيهم العظيم منه بهذا الدعاء. وحسن الخلق كلمة جامعة، يندرج تحتها كل خلق كريم يجمل الإنسان، ويزكيه، ويسمو به، كالحياء والحلم والرفق والعفو والسماحة والبشر والصدق والأمانة