على المحبة، والتواد، والتناصح، والألفة، والبشر، وينتفي منها الكيد والغل والحسد والتجهم والتباغض، ولذلك دعا إلى إفشاء السلام بين الإخوة، ليكون مفتاح القلوب للمحبة والتلاقي على الخير.

وكان صلوات الله عليه يكرر هذا المعنى على مسامع أصحابه، متوخيا إلقاء بذرة المحبة في القلوب، وتعهدها بالرعاية، حتى تثمر ذلك الحب الوضيء الكبير الذي أراده الإسلام للمسلمين.

بهذه المحبة الناصعة بنى رسول - صلى الله عليه وسلم - جيل الإسلام الأول الذي بلغ رسالة السماء إلى الأرض، وكان القاعدة الصلبة التي حملت صرح الإسلام الشامخ للناس.

وبدون هذه المحبة الصافية التي تفرد بزرعها الإسلام في القلوب، ما كان المسلمون الأوائل ليستطيعوا التماسك والصمود في تحمل تبعات الجهاد، وتقديم التضحيات الجسيمة في بناء دولة الإسلام ونشر أعلامه في الخافقين.

وبهذه المحبة الصادقة العجيبة استطاع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن ينشىء مجتمع المؤمنين الأمثل في تاريخ الإنسانية، الذي صور تماسكه العجيب أروع تصوير بقوله:

((المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا)) (?).

وبقوله أيضا:

((مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد، إذا اشتكى

منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)) (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015