تبارك وتعالى يقول: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ}. وإن أحب مالي إلي بيرحاء (?)، وإنها صدقة لله تعالى أرجو برها وذخرها عند الله، فضعها يا رسول الله حيث أراك الله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((بخ (?)، ذلك مال رابح، ذلك مال رابح! وقد سمعت ما قلت، وإني أرى أن تجعلها في الأقربين))، فقال أبو طلحة: أفعل يا رسول الله، فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه (?).
وأوغل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في قلب الزمن، موصيا بالرحم المتحدرة عبر القرون والآماد، حينما أوصى بشعب مصر في الحديث الذي رواه مسلم:
((ستفتحون مصر، فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها، فإن لهم ذمة ورحما، أو قال: ذمة وصهرا)). وقال العلماء في شرحه: الرحم التي لهم: كون هاجر أم إسماعيل منهم. والصهر: كون مارية أم إبراهيم ابن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منهم.
فيا للوفاء والبر، ويا للندى الإنساني يمتد ويتسع حتى يشمل الذراري المتحدرة من هاتين الرحمين الكريمتين على كر السنين والأحقاب!.
فلا بدع إذا أن يولي المسلم التقي الواعي ذوي رحمه اهتماماته كلها، وأن يقبل على برهم وصلتهم والإحسان إليهم إقبال الربيع الخصب الجواد المعطاء.
ويسمو الإسلام في سماحته وإنسانيته، إذ يوصي بصلة الرحم ولو كان الأرحام من غير المسلمين، ففي الحديث الذي رواه عبد الله بن عمرو بن