شان الدعاء (صفحة 49)

عنها بنطْقٍ بَيَان، ولم تَسْتَتر دوْنَهُ مُضَمَّنَات الغيوبِ، فَيُعبِّرُ لَهُ عنها بحركةٍ لِسانٌ، لكنه أنطَقَ الألسنَ بذِكْرِه، لتَسْتَمِرَّ على وَلَهِ العبودية وَتَظْهَرَ به شَوَاهِد أعْلَام الربُوِبيةِ، أحْمَده حَمْدَ الشاكرينَ، وأُوْمِنُ بهِ إيمانَ العارِفِينَ، وَأسألهُ أنْ يُصَلِّيَ عَلى نَبِيهِ مُحَمدٍ، شَاهِدِ الصدْقِ لِدِينِ الحَق، دَلِيْلِ العِبادِ إلى سَبيلِ الرشادِ، وعَلى آلهِ الطيبينَ وأصحابِهِ المنتَخَبينَ وأنْ يُسَلِّمَ عَلَيْه (*) وعَليهِمْ تَسْلِيماً، وَبَعْدُ:

فإنكم سألتم (?) -إخْوَانِي، أكْرَمَكم اللهُ- عَنِ الدعَاءِ، وَمَا مَعْنَاهُ؟ وَفَائِدَتُهُ؟ وَمَا مَحَلُّهُ في الدِّيْنِ؟ وَمَوْضِعُهُ مِنَ العِبَادةِ؟ وَمَا حُكْمه (?) فِي بَاب الاعْتِقَادِ؟ وَمَا الذِي يَجبُ أنْ يَنْوِي الداعي بدعَائِهِ؟ وَمَا يَصِحُّ أنْ يُدْعَا بِهِ مِنَ الكَلَامِ مما لَا يَصِحُّ مِنْهُ؟ إلَى سائرِ مَا يَتصِلُ بِهِ مِنْ عُلُوْمِهِ وَأحْكَامِهِ، وَيُسْتَعْمَلُ فِيْهِ مِنْ سُنَنِهِ، وَآدَابهِ، وَطَلَبْتُمْ إلى ذلك (?): أنْ أُفَسِّرَ لكُمْ ما يُشْكِلُ مِنْ ألفاظِ الأدْعِيَةِ المأثورَةِ،- عَن النبِي - صلى الله عليه وسلم - التِي جَمَعَها إمَامُ أهْلِ الحدِيْثِ، محمدُ بنُ إسْحقَ بنِ خُزَيْمَة -رَحِمَهُ اللهُ-[ورضي عنه (?)] إذْ كانَ أوْلى مَا يُدْعَا بِهِ، وَيُسْتَعْمَلُ مِنْهُ مَا صحَّتْ بِهِ الروَايَةُ، عنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، وَثَبَتَ عَنْهُ بالأسَانِيْدِ الصحِيْحَةِ؟ فَإن الغَلَط يَعْرِض كثِيْراً في الأدْعِيَةِ التي يَخْتَارُهَا النَّاسُ؛ لاخْتِلَاف مَعَارِفِهِم (?)، وَتَبَايُنِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015