الشُّعُوْبَ مِنْ هَذَا اللَّوْنِ مِنَ الأدَبِ» انْتَهَى.

وبَعْدَ هَذِهِ الأقْوالِ الصَّرِيحَةِ مِنْ أرْبَابِ، ودَارِسِي، وعُشَّاقِ «النَّبَطِيِّ» نَسْتَطِيعُ أنْ نَقْطَعَ دُونَ تَرَدُّدٍ بِأنَّ الشِّعْرَ «النَّبَطِيَّ» مِنْ أبْعَدِ الأشْيَاءِ عَنْ الشِّعْرِ العَرَبِيِّ الفَصِيحِ، وقَواعِدِ النَّحْوِ، وبُحُوْرِ الشِّعْرِ، وغَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا وضَعَهُ ورَسَمَهُ أرْبَابُ اللُّغَةِ، وفُحُولُ الشِّعْرِ، وحُمَاةُ الفُصْحَى.

فَكانَ الأوْلى بأهْلِ الجَزِيْرَةِ العَرَبِيَّةِ (الخَلِيْجِ) الَّذِيْنَ أُعْطُوا حَظًّا مِنَ المَالِ الكَثِيْرِ هَذِهِ الأيَّامَ، بأنْ يُنْفِقُوا هَذِهِ المَلايِيْنَ إنْ كَانَ ولا بُدَّ: لحُماةِ العَرَبِيَّةِ، وحُرَّاسِ الفُصْحَى، وللمَجَامِعِ اللُّغَوِيَّةِ، وكَذَا لطَبْعِ وتَحْقِيْقِ كُتُبِ المَعَاجِمِ العَرَبِيَّةِ وغَيْرِهَا، ممَّا سَيَكُوْنُ لهُم رَصِيْدًا لحِفْظِ لُغَتِهِمُ العَرَبِيَّةِ الفَصِيْحَةِ مِنْ كُلِّ دَخِيْلٍ وغَرِيْبٍ إلى اللُّغَةِ العَرَبِيَّةِ، لا أنْ تُنْفَقَ هَذِهِ المَلايِيْنُ مِنْهُم في تَشْجِيْعِ ونَشْرِ العَامِيَّةِ الرَّكِيْكَةِ، واللَّهَجَاتِ المَلْحُوْنَةِ، ولاسِيَّما في مُسَابَقَةِ «شَاعِرِ المَلْيُوْن»، ومَا نَحَى نَحْوَهَا، أو طَارَ في جَوِّهَا!

* * *

المحظور الثاني: تزوير الحقائق وتحريفها

- المَحْظُوْرُ الثَّاني: تَزْوِيرُ الحَقَائِقِ وتَحْرِيْفُهَا; وذَلِكَ عند قَوْلِنَا: فُلانٌ شَاعِرٌ «نَبَطِيٌّ»، أو هَذَا دِيوانُ شِعْرٍ «نَبَطِيٍّ»، إنْ هِيَ إلاَّ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015