الْيَوْم فَأَدْبَرَ عَنْهَا وَله حنين وَهُوَ يَقُول يَا فَاطِمَة إِنِّي أَخَاف النَّار يَا فَاطِمَة {إِنِّي أَخَاف إِن عصيت رَبِّي عَذَاب يَوْم عَظِيم}
قَالَ وَأَتَاهُ رجل فَأمره أَن يَشْتَرِي لَهُ كسَاء بِثمَانِيَة دَرَاهِم فَاشْتَرَاهُ لَهُ فَأَتَاهُ بِهِ فَوضع يَده عَلَيْهِ وَقَالَ ماألينه وَأَعْجَبهُ فَضَحِك الرجل الَّذِي اشْتَرَاهُ فَقَالَ لَهُ عمر إِنِّي لأحسبك أَحمَق أتضحك من غير شَيْء قَالَ مَا ذَاك بِي وَلَكِنَّك أَمرتنِي قبل ولايتك أَن أَشْتَرِي لَك مطرف خَز فاشتريت لَك مطرفا بثمان مائَة دِرْهَم فَوضعت يدك عَلَيْهِ فَقلت مَا أخشنه وَأَنت الْيَوْم تستلين كسَاء بِثمَانِيَة دَرَاهِم فعجبت من ذَلِك وأضحكني فَقَالَ عمر مَا أَحسب رجلا يبْتَاع كسَاء بثمانمائة دِرْهَم يخَاف الله عزوجل
قَالَ وَأَبْطَأ عمر يَوْمًا عَن الْجُمُعَة قَلِيلا فعوتب فِي ذَلِك فَقَالَ إِنَّمَا انتظرت قَمِيصِي غسلته أَن يجِف
قَالَ وَدخل مسلمة بن عبد الْملك على عمر بن عبد الْعَزِيز فِي مَرضه وَعَلِيهِ قَمِيص وسخ فَقَالَ لفاطمة زَوْجَة عمر وَهِي أُخْت مسلمة بن عبد الْملك أَلا تغسلون قَمِيصه قَالَت وَالله مَا لَهُ غَيره وَإِن غسلناه بَقِي لَا قَمِيص لَهُ
وَكَانَ عمر بن عبد الْعَزِيز إِذا أَرَادَ أَن يُقيم النَّاس الَّذين عِنْده فِي الدَّار وبدت لَهُ حَاجَة يَخْلُو بهَا قَالَ نعم إِذا شِئْتُم رحمكم الله وَلَيْسَ يَأْمر أحدا يُقيم النَّاس