بمكة وليس له عقب , وأما هجرته إلى الحبشة فقد اختلف فيه , فمنهم من قال: ليس أبو الروم من مهاجرة الحبشة (?) , وذكر ابن إسحاق أن أبا الروم ممن هاجر إلى الحبشة في المرة الثانية (?) -والله أعلم- , شهد أحداً - رضي الله عنه - , وبعد مقتل أخيه مصعب بن عمير - رضي الله عنه - دفع إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لواء المهاجرين إلى آخر النهار (?) , بل ولم يزل في يديه حتى دخل به المدينة (?) , وكان من الذين نزلوا في قبر مصعب بن عمير - رضي الله عنه - (?) , وقتل أبو الروم - رضي الله عنه - يوم اليرموك (?).
وأما أبو عزيز زرارة بن عمير فكان ممن شهد بدراً كافراً وأُسر يومئذٍ , فعن أبي عزيز، قال: كنت في الأسارى يوم بدر، فسمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «استوصوا بالأسارى خيرا» فإن كان ليقدم إليهم الطعام، فما يقع بيد أحدهم كسرة إلا رمى بها إلي، ويأكلون التمر يؤثروني، فكنت أستحيي، فآخذ الكسرة فأرمي بها إليه، فيرمي بها إلي.
وقد اختُلف في إسلامه , فذكره خليفة بن خياط في الصحابة , وقال ابن الكلبي والزبير: قتل أبو عزيز يوم أحد كافراً , وقال أبو نعيم: ذكره المتأخر يعني ابن منده , ولا أعرف له إسلاما، ولم يعده ابن إسحاق فيمن قتل من المشركين يوم أحد , -والله أعلم-. وقد كان أبو عزيز صاحب لواء المشركين يوم أحد (?). وله