وجاءتها امرأة تسألها عن الحناء فقالت عائشة (ض): ((كان حبيبي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعجبه لونه ويكره ريحه)) (?).
كان بيت أم المؤمنين عائشة (ض) مسكنا ومأوى لسيد المرسلين محمد - صلى الله عليه وسلم -، حيث لم تكن الثروات الكبيرة ولا الأموال الهائلة ولا أغراض التنعم والعيش الهنيء الرغيد، ولا هي كانت تبالي بهذه الأشياء الزائلة.
ومعلوم أن الإسلام دين يجمع بين الدين والدنيا، فما سبق في الصفحات الماضية من ذكر بعض الحقائق، وصور للجود والكرم والسخاء كانت علاقته بالفطرة البشرية والجبلة الإنسانية.
ونتحول الآن لكي نعيش حياته - صلى الله عليه وسلم - ونطلع على صور واقعية منها في ضوء الحقائق التالية:
تقول أم المؤمنين عائشة (ض): كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا دخل البيت تمتثل:
((لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى واديا ثالثا، ولا يملأ فمه إلا التراب، وما جعلنا المال إلا لإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ويتوب الله على من تاب)) (?). كان غرضه - صلى الله عليه وسلم - من تكرار هذه الكلمات يوميا هو تذكير أهل البيت بفناء هذه الدنيا الزائلة، وعدم ثباتها واستقرارها، والحط من مكانة وأهمية المال في القلوب وتقليل قيمته.
وكان - صلى الله عليه وسلم - يدخل في الحجرة بعد صلاة العشاء فيستاك ثم ينام مباشرة،