والحب والوفاء للأزواج المطهرات. وكانت عائشة (ض) تقول: ((إن كان ذاك إلي فإني لا أريد يا رسول الله أن أوثر عليك أحدا)) (?).
ولما أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - نعي جعفر الطيار (ض) غزوة مؤتة حزن حزنا شديدا، فأتاه رجل فقال: يا رسول الله إن شاء جعفر ... وذكر بكاءهن، فأمره بأن ينهاهن، فذهب الرجل ثم أتى فقال: قد نهيتهن، وذكر أنهن لم يطعنه، فأمره الثانية أن ينهاهن، فذهب ثم أتى فقال: والله لقد غلبنني أو غلبننا، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((فاحث في أفواههن التراب، وعائشة (ض) كانت تطلع عليه من شق الباب، فقالت: أرغم الله أنفك فوالله ما أنت بفاعل، وما تركت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من العناء)) (?).
وغالبا ما ينام النبي - صلى الله عليه وسلم - ويضع رأسه على فخذ عائشة، وذات مرة جاءها أبو بكر (ض) ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - واضع رأسه على فخذها قد نام، فعاتبها وقال ما شاء الله أن يقول، وجعل يطعنها بيده في خاصرتها، تقول عائشة: ((فلا يمنعني من التحرك إلا مكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على فخذي)) (?).
لقد جعل الله عز وجل من حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - أسوة حسنة للمجتمع الإنساني بأكمله، وكان - صلى الله عليه وسلم - خير الأزواج وألطفهم بأهله، لم يعهد عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه عنفهن أو اشتد عليهن، بل كان بهن رفيقا رحيما، يترضاهن إذا غضبن، ويعاملهن معاملة كريمة بأقصى غاية من المودة والمحبة، ولم يكن ذلك كله إلا لكي يعلم أمته كيف يتعامل الأزواج مع زوجاتهم.
سبق أن ذكرنا أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يتعهد عائشة بما يسرها، ويفرح حتى بلعبتها،