هو معروف فإن الطفل هو الطفل في فطرته وطبيعته، مهما بلغ أوج السعادة وقمة الشرف، فهو يحب اللعب نظرا لسن طفولته. وعائشة (ض) كذلك كانت تحب اللعب كثيرا، فكانت جواري الحي تجتمع عندها وتلعب معها، إلا أنها رغم هذه الطفولة وصغر السن لا يفوتها أن تراعي أدب النبي - صلى الله عليه وسلم - في كل لحظة، وغالبا ما يحدث أن تكون ملهوفة على لعبها ومعها صواحبها إذ يأتيها النبي - صلى الله عليه وسلم - فجأة، فتسرع في إخفاء اللعبة عنه، وتنقمع صواحبها، لكن الرسول الحبيب - صلى الله عليه وسلم - الذي كان حنونا على الأطفال، محبا لهم، رؤوفا بهم، وشفيقا عليهم، يأمرهن أن يلعبن معها.

تقول عائشة إنها كانت تلعب بالبنات عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قالت:

((وكانت تأتيني صواحبي، فكن ينقمعن من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسربهن إلي يلعبن معي)) (?) وكان أحب اللعب إليها هو اللعب بالبنات والعرائس والأراجيح.

وذات مرة كانت تلعب بالبنات إذ جاءها الرسول - صلى الله عليه وسلم -، ورأى بين البنات فرسا له جناحان من يمين وشمال، فسألها: ما هذا يا عائشة؟ فقالت: فرس، فقال: وهل يكون للفرس جناحان؟ فردت عليه مرتجلة: أما كانت لخيل سليمان (س) - أجنحة؟ فضحك الرسول - صلى الله عليه وسلم - (?) على هذا الرد الارتجالي المقنع، وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على قوتها الفائقة الطبيعية في الإسراع في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015