فكان منزله هو ذلك المكان المبارك الذي يحمل في طياته أسمى معاني الشرف والسعادة والعزة والوقار، حيث طلعت من هناك أولى أشعة الشمس البارقة، وبالتالي فعائشة (ض) من أولئك الناس الخيرين سعيدي الحظ، الذين لم يقع آذانهم صوت من الشرك أو الكفر.

تقول (ض): ((لم أعقل أبوي إلا وهما يدينان الدين)) (?). وقد أرضعتها زوجة وائل أبي القعيس، فكان أخو وائل أفلح - عمها من الرضاعة - يأتي أحيانا لزيارتها فتأذن له عائشة بإذن من الرسول - صلى الله عليه وسلم -، تقول (ض): ((إن أفلحأخا أبى القعيس جاء يستأذن عليها، وهو عمها من الرضاعة، بعد أن أنزل الحجاب، قالت: فأبيت أن آذن له، فلما جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخبرته بالذي صنعث، فأمرني أن آذن له)) (?) كما أن أخاها من الرضاعة أيضا كان يزورها في بعض الأحيان (?).

الطفولة:

إن العباقرة تبدو معالم عبقريتهم منذ نعومة أظفارهم في كل ما يصدر منهم من الأقوال والأفعال، وتتلمع آثار رفعتهم وعلامات سعادتهم على نواصيهم، تنبئ عن المستقبل الباهر والرائع لهم، وتوحي بأنهم يصنعون العظائم.

وأم المؤمنين عائشة (ض) كانت من هؤلاء العباقرة، فسيما الرفعة وعلو الدرجة والسعادة كان يلوح منذ صباها في سائر أعمالها وحركاتها، لكن كما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015