ونظرا إلى هذا الذوق العالي الرفيع للشعر لدى عائشة (ض) كان الشعراء يعرضون عليها قصائدهم، وهذا حسان بن ثابت (ض) الذي كان معلم الشعراء في الأنصار دون منازع، رغم سخط عائشة (ض) عليه لكونه خاض في الإفك، كان يدخل عليها وينشدها شعرا (?)، وكانت تكره أن يسب عندها، بل كانت تمدحه، وتذكره بالخير. يقول عروة: ذهبت أسب حسان عند عائشة، فقالت: ((لا تسبه، فإنه كان ينافح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -)) (?)، كما أنها كانت تذكر شعراء النبي - صلى الله عليه وسلم - الآخرين مثل كعب بن مالك، وعبد الله بن رواحة (ض) أجمعين.
روى أبو هريرة (ض) عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ((لأن يمتلىء جوف أحدكم قيحا خير له من أن يمتليء شعرا)) (?) وبما أن هذا الحديث فيه ذم للشعر فقال بعض الرواة: إن عائشة (ض) لما سمعت بحديث أبي هريرة (ض) قالت: يرحم الله أبا هريرة لم يحفظ الحديث، إنما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأن يمتليء جوف أحدكم قيحا ودما خير له من أن يمتلئ شعرا هجيت به)) (?) وهي رواية الكلبي، وهو