فأصابهم قحط وجهد، حتى أكلوا العظام، فجعل الرجل ينظر إلى السماء فيرى ما بينه وبينها كهيئة الدخان من الجهد، فأنزل الله تعالى: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ (*) يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ} [الدخان: 10 - 11])) (?).

كذلك قوله تعالى: {إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا} [الأحزاب: 10] تقول عائشة (ض) عن هذه الآية: ((كان ذاك يوم الخذدق)) (?) تعني أن هذا تصوير لاضطراب المسلمين وابتلائهم يوم الخندق.

8 - تفسير ((الصلاة الوسطى)) في قوله تعالى: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى} [البقرة: 238].

اختلفت أقوال الصحابة (ض) في تفسير ((الصلاة الوسطى)) فروى الإمام أحمد في مسنده عن زيد بن ثابت وأسامة (ض) أنها صلاة الظهر (?)، وروي عن البعض منهم أنها صلاة الصبح، بينما ترى عائشة (ض) أنها صلاة العصر، وكانت تقول ذلك بغاية من الثقة والاعتداد، حتى إنها سجلت هذا التفسير على هامش المصحف الذي كتبه لها مولاها أبو يونس (?). وهذا هو التفسير

طور بواسطة نورين ميديا © 2015