ولما كبرت سودة (ض) وأسنت فرقت أن يفارقها الرسول - صلى الله عليه وسلم - وضنت بمكانها منه، وعرفت من حب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعائشة فوهبت يومها لها، فقبل ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منها (?).
كانت عائشة (ض) تمدح سودة كثيرا وتقول: ما رأيت امرأة أحب إلي أن أكون في سلاخها من سودة بنت زمعة من امرأة فيها حدة (?).
3 - حفصة (ض): وأم المؤمنين حفصة (ض) دخلت في كنف الرسول - صلى الله عليه وسلم - في السنة الثالثة من الهجرة، وعاشتا معا في ظل حبيبهما المصطفى - صلى الله عليه وسلم - حوالي ثماني سنوات، فإحداهما كانت فلذة كبد أبي بكر الصديق (ض)، والأخرى كانت قرة عين عمر الفاروق (ض)، كانت حياتهما نموذجا حيا صادقا للتوادد والتلاطف والتحابب، يكون لهما رأي (?) واحد في الأمور المنزلية، وكانتا أصدق صديقتين تتفقان وتتكاشفان كلما وقع الخصام في بيت النبي - صلى الله عليه وسلم -، وتؤيد إحداهما الأخرى في كل الأمور بإزاء غيرهما من أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم -، ومع ذلك كله فبسبب نطاق الحب ودائرة العشق لا تكاد تتحمل فيه الواحدة الأخرى ولا ترضى بقسمة هذا الجوهر الغالي في غيرها، لما فيها من المنافسة والغيرة على أترابها كما قال الشاعر: