أَلَا مِنْ مُبلغٍ عَنِّي رَسُولًا ... مُغَلْغَلةً يُثَبتُها لطيفُ1
أَلَمْ تعلمْ مَرَدي يومَ بَدْرٍ ... وَقَدْ بَرَقَتْ بجنْبيْكَ الكُفوفُ2
وَقَدْ تُركت سَراةُ القومِ صَرْعَى ... كَأَنَّ رُءُوسَهُمْ حَدَجٌ نَقيفُ3
وَقَدْ مَالَتْ عَلَيْكَ ببطْنِ بَدْرٍ ... خلافَ القومِ داهيةٌ خَصيف4
فنجَّاه مِنْ الغَمراتِ عَزْمي ... وعونُ اللَّهِ والأمرُ الحَصيفُ
ومُنقلَبي مِنْ الأبواءِ وحْدي ... وَدُونَكَ جَمعُ أعداءٍ وُقوفُ5
وأنتَ لمَنْ أرادكَ مُستكينٌ ... بجنبِ كُراشَ مَكلومٌ نَزِيفُ6
وَكُنْتُ إذَا دَعَانِي يومَ كربٍ ... مِنْ الأصحابِ داعٍ مُستضيفُ7
فَأَسْمَعَنِي وَلَوْ أَحْبَبْتُ نَفْسِي ... أخٌ فِي مثلِ ذَلِكَ أَوْ حليفُ
أرُدُّ فأكشِفُ الغُمَّى وأرْمِي ... إذَا كَلَحَ المَشافرُ والأنوفُ8
وقِرنٍ قَدْ تركتُ عَلَى يَدَيْهِ ... ينوءُ كأنه غُصْن قَصيفُ
دلفْتُ له إذا اخْتَلَطُوا بحَرَّى ... مُسَحْسَحةٍ لعانِدِها حَفيفُ9
فَذَلِكَ كَانَ صُنعي يومَ بدرٍ ... وقبلُ أَخُو مُداراةٍ عَزوفُ10
أَخُوكُمْ فِي السِّنِينَ كَمَا عَلمتم ... وحَربٍ لَا يزالُ لَهَا صَريفُ11
ومِقدام لَكُمْ لَا يَزْدهيني ... جَنانُ الليلِ والأنَسُ اللفيفُ12