ترى كسَرَالخَطّيُّ فِي نحرِ مُهرِهِ ... لَدَى بائنٍ مِنْ لَحْمِهِ بَيْنَهَا خِذَمْ1

وَمَا كَانَ ليثٌ ساكنٌ بطنَ بِيشةٍ ... لَدَى غَلَلٍ يَجْرِي بِبَطْحَاءَ فِي أجَمْ2

بِأَجْرَأَ مِنْهُ حِينَ تَخْتَلِفُ القَنا ... وتُدْعَى نَزَالِ فِي القَماقمةِ البُهمْ3

فَلَا تَجْزَعُوا آلَ المغيرةِ وَاصْبِرُوا ... عَلَيْهِ وَمَنْ يجزعْ عَلَيْهِ فَلَمْ يُلَم

وجِدُّوا فَإِنَّ الموتَ مَكرمةٌ لَكم ... وَمَا بعدَه فِي آخِرِ العيشِ مِنْ ندَمْ

وَقَدْ قلتُ إنَّ الريحَ طَيِّبَةٌ لَكُمْ ... وعِزَّ الْمَقَامِ غَيْرُ شَكٍّ لِذِي فَهَمْ

قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: وَبَعْضُ أهل العلم بالشعر ينكرها لضرار:

قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ هِشَامٍ، يَبْكِي أَخَاهُ أَبَا جَهْلٍ:

أَلَا يَا لهفَ نَفْسِي بعَد عَمْرٍو ... وَهَلْ يُغني التلهفُ مِنْ قتيلِ

يُخْبِرُنِي المخبِّر أَنَّ عَمرًا ... أَمَامَ القومِ فِي جَفْر مُحيلِ4

فَقِدْمًا كُنْتُ أحْسب ذَاكَ حقُّا ... وأنتَ لِمَا تَقَدَّم غيرُ فِيلِ5

وكنتُ بنعمةٍ مَا دمتَ حَيًّا ... فَقَدْ خُلفْتَ فِي دَرَجِ المسيلِ6

كأني حِينَ أُمْسِي لَا أَرَاهُ ... ضعيفُ العَقْد ذُو هَم طويلِ7

عَلَى عَمْرٍو إذَا أمسيتُ يَوْمًا ... وطَرْفٌ من نَذكُّرِه كَلِيلِ

قَالَ ابْنُ هِشَامِ: وَبَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالشِّعْرِ يُنْكِرُهَا لِلْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، وَقَوْلُهُ: "فِي جفر" عَنْ غَيْرِ ابْنِ إسْحَاقَ.

قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ الأسْوَد بْنِ شُعوب اللَّيْثِيُّ، وَهُوَ شَدَّادُ بْنُ الْأَسْوَدِ:

تحَيّي بالسلامةِ أمَّ بَكْر ... وَهَلْ لِي بَعْدَ قَوْمِي مِن سلامِ

فَمَاذَا بالقَليبِ قليبِ بدرٍ ... مِنْ القَيْناتِ والشَّرْبِ الكرامِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015