لَعَمْرك مَا حامتْ فوارسُ مالكٍ ... وأشياعُهم يومَ الْتَقَيْنَا عَلَى بدرِ
قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: أَنْشَدَنِي أَبُو زَيْدٍ الْأَنْصَارِيُّ بَيْتَهُ:
قَتَلْنَا أَبَا جهلٍ وعُتبةَ قَبْلَهُ ... وشَيْبةُ يَكْبُو لِلْيَدَيْنِ وَلِلنَّحْرِ
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَقَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ أَيْضًا:
نجَّى حَكِيمًا يومَ بَدْرٍ شَدُّه ... كنجاءِ مُهر مِنْ بناتِ الأعْوجِ1
لَمَّا رَأَى بَدْرًا تَسِيلُ جِلاههُ ... بكتيبةٍ خضراءَ مِنْ بَلْخَزْرَجِ2
لَا يَنكُلون إذَا لَقُوا أعداءَهم ... يَمْشُونَ عائدةَ الطريقِ المنْهَجِ
كَمْ فيهمُ مِنْ ماجدٍ ذِي مَنْعةٍ ... بطلٍ بمَهلكةِ الجبانِ المُحْرَجِ
ومُسَوَّدٍ يُعْطِي الجزيلَ بكفِّه ... حَمَّالِ أثقالِ الدِّيات مُتَوجِ
زَيْنِ النَّدِيِّ مُعاوِدٍ يومَ الوَغَى ... ضَرْبَ الكُماةِ بكلِّ أبْيَضَ سَلْجَجِ3
قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: قَوْلُهُ سَلْجج، عَنْ غَيْرِ ابْنِ إسْحَاقَ.
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَقَالَ حَسَّانُ أَيْضًا:
فَمَا نَخْشَى بحوْلِ اللَّهِ قَوْمًا ... وَإِنْ كَثروا وأجمعَتِ الزحوفُ
إذَا مَا ألَّبوا جَمْعًا عَلَيْنَا ... كَفَانَا حدَّهم رَبٌّ رءوفُ
سموْنا يومَ بدرٍ بالعوالِي ... سِراعًا مَا تُضعْضِعْنا الحتوفُ
فَلَمْ ترَ عُصبةً فِي النَّاسِ أنْكَى ... لِمَنْ عَادَوْا إذَا لَقِحَتْ كُشوف4
وَلَكِنَّا توكَّلْنا وقُلنا ... مآثرُنا ومَعْقِلنا السيوفُ
لقيناهُم بِهَا لَمَّا سَمَوْنا ... ونحنُ عصابةٌ وهُمُ ألوفُ