وَقَدْ زَعمتم بِأَنْ تَحْمُوا ذمارَكم ... وماءُ بَدْرٍ زَعَمْتُمْ غيرُ مَورودِ

ثُمَّ وردْنا وَلَمْ نَسْمَعْ لقولِكم ... حَتَّى شَرِبنا رَواءً غَيْرَ تَصْريدِ1

مُستعصِمين بحبلٍ غيرِ منجذمِ ... مُستحكَمٍ مِنْ حبالِ اللَّهِ ممدودِ

فِينَا الرسولُ وَفِينَا الحقُّ نَتْبَعُهُ ... حَتَّى المماتَ وَنَصْرٌ غيرُ محدودِ

وافٍ وماضٍ شِهَابٌ يُستضاءُ بِهِ ... بدرٌ أنارَ عَلَى كلِّ الأماجيدِ

قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: بَيْتُهُ: "مُسْتَعْصِمِينَ بِحَبْلٍ غَيْرِ مُنْجَذِمٍ" عَنْ أَبِي زَيْدٍ الْأَنْصَارِيِّ. قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَقَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ أَيْضًا:

خَابَتْ بَنُو أسَدٍ وَآبَ غَزِيُّهمِ ... يومَ القليبِ بَسَوْءةٍ وفُضوحِ

منهمِ أَبُو الْعَاصِي تجدَّل مُقْعَصاَ ... عَنْ ظهرِ صادقةِ النجاءِ سَبُوحِ2

حَيْناَ لَهُ مِنْ كل مَانِعٍ بسلاحهِ ... لَمَّا ثَوَى بمقامهِ المذبوحِ

والمرءُ زَمْعةُ قَدْ تركْنَ ونَحرُه ... يَدْمَى بعاندِ مُعْبَطٍ مَسفوحِ3

متوسِّدًا حُرَّ الجبينِ مُعَفَّرًا ... قَدْ عُر مارِنُ أنفِهِ بقُبوحِ4

وَنَجَا ابنُ قيسٍ فِي بقيةِ رَهْطِه ... بشَفا الرِّمَاقِ مُوَليًا بجروحِ5

وَقَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ أَيْضًا:

أَلَا لَيْتَ شِعْري هَلْ أَتَى أهلَ مكةٍ ... إبارتُنا الكفارَ فِي ساعةِ العُسْر6

قَتَلْنَا سَراةَ القومِ عِنْدَ مجالِنا ... فَلَمْ يَرْجعوا إلَّا بقاصمةِ الظَّهْرِ7

قَتَلْنَا أَبَا جهلٍ وعُتبةَ قبلَه ... وشَيْبةُ يكْبو لليدَيْن وللنحرِ

قَتَلْنَا سُوَيْدًا ثُمَّ عُتبةَ بعدَه ... وطُعمة أَيْضًا عندَ ثائرةِ القَتْر8

فَكَمْ قَدْ قَتَلْنَا مِنْ كريمٍ مُرَزَّءٍ ... لَهُ حسبٌ فِي قومِهِ نابِه الذكرِ

تَرَكْنَاهُمْ للعاوياتِ يَنُبنَهمْ ... ويَصْلَوْنَ نَارًا بعدُ حَاميةَ الْقَعْرِ9

طور بواسطة نورين ميديا © 2015