تَغَنَّى بقتلَى يَوْمَ بَدْرٍ تَتَابَعُوا ... كِرَامِ الْمَسَاعِي مِنْ غُلَامٍ وَمِنْ كهلِ

مصاليتَ بيضٍ مِنْ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبٍ ... مطاعينَ فِي الْهَيْجَا مَطاعيم في المَحْل1

أصيبوا كرامًا لم يَبيحوا عَشِيرَةً ... بقومٍ سِوَاهُمْ نازِحي الدَّارِ والأصْلِ

كَمَا أصبحتْ غسانُ فِيكُمْ بِطَانَةً ... لَكُمْ بَدَلًا مِنَّا فِيَا لَكَ مِنْ فِعْل.

عُقوقًا وَإِثْمًا بَيِّنًا وَقَطِيعَةً ... يَرى جورَكم فِيهَا ذَوُو الرَّأْيِ والعقلِ

فَإِنْ يَكُ قَوْمٌ قَدْ مَضَوْا لِسَبِيلِهِمْ ... وخيرُ الْمَنَايَا مَا يَكُونُ مِنْ القتلِ

فَلَا تَفْرَحُوا أَنْ تَقْتلوهم فقتلُهم ... لَكُمْ كائنٌ خَبْلًا مُقيما عَلَى خَبْلِ

فَإِنَّكُمْ لَنْ تَبرحُوا بعدَ قتلِهم ... شَتِيتًا هَواكم غيرُ مُجْتَمِعِي الشَّمْلِ

بِفَقْدِ ابنِ جُدْعان الحميدِ فعالهُ ... وعُتبةَ وَالْمَدْعُوُّ فِيكُمْ أَبَا جَهْلِ

وشيْبَة فيهم والوليد وفيهمُ ... أميةُ مأوَى المعتَرين وَذُو الرِّجْل

أُولَئِكَ فابْكِ ثُمَّ لَا تبكِ غيرَهم ... نوائحُ تَدْعُو بالرَّزِيَّة والثُّكْلِ

وَقُولُوا لأهلِ المكَّتين تَحَاشَدُوا ... وَسِيرُوا إلَى آطامِ يثربَ ذِي النخلِ2

جَمِيعًا وحامُوا آلَ كعبٍ وذَبّبوا ... بخالصةِ الألوانِ مُحدَثة الصقْلِ3

وَإِلَّا فَبُيِّتُوا خَائِفِينَ وأصْبِحوا ... أذلَّ لوطءِ الْوَاطِئِينَ مِنْ النعْلِ

عَلَى أَنَّنِي واللاتِ يَا قومُ فَاعْلَمُوا ... بِكَمْ واثقٌ أَنْ لَا تُقيموا عَلَى تَبْل4

سِوى جمعِكم للسابغاتِ وللقَنا ... وللبَيْض والبِيض القواطعِ والنَّبلِ5

وَقَالَ ضِرَارُ بْنُ الْخَطَّابِ بْنِ مرداس، أحد بَنِي مُحَارِبِ بْنِ فِهْرٍ، فِي يَوْمِ بَدْرٍ:

عجبتُ لفخرِ الأوْسِ والحَيْنُ دائرٌ ... عَلَيْهِمْ غَدًا والدهرُ فِيهِ بصائرُ

وَفَخْرُ بَنِي النَّجَّارِ إنْ كَانَ مَعْشَرٌ ... أُصِيبُوا ببدرٍ كُلُّهُمْ ثَمَّ صابرُ

فَإِنْ تَكُ قَتْلى غُودِرتْ مِنْ رجالِنا ... فَإِنَّا رِجَالٌ بعدَهم سنغادرُ

وترْدِي بِنَا الجُرْدُ العناجيجُ وسطَكم ... بَنِي الأوْسِ حَتَّى يَشْفي النَفَس ثائرُ6

ووسْطَ بَنِي النجارِ سَوْفَ نَكُرُّها ... لَهَا بالقَنا والدارعين زَوافِرُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015