بينَ حِراءَ وثَبِيرٍ فالْبِيدْ ... يَحْبِسها وَهِيَ أولاتُ التّطْريدْ1

فضَمَّها إلَى طماطِمٍ سودْ ... أخْفِره يَا ربِّ وَأَنْتَ مَحْمُودْ2

قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: هذا ما صَحَّ لَهُ مِنْهَا، وَالطَّمَاطِمُ: الْأَعْلَاجُ3.

قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ. ثُمَّ أَرْسَلَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ حَلْقَةَ بَابِ الْكَعْبَةِ، وَانْطَلَقَ هُوَ وَمَنْ مَعَهُ مِنْ قُرَيْشٍ إلَى شَعَف الْجِبَالِ فتحرَّزوا فِيهَا يَنْتَظِرُونَ ما أبرهة فاعل بمكة إذا دخلها.

أبرهة يهاجم الكعبة: فَلَمَّا أَصْبَحَ أَبْرَهَةُ تهيَّأ لِدُخُولِ مَكَّةَ، وَهَيَّأَ فيلَه، وعبَّى4 جيشَه -وَكَانَ اسمُ الْفِيلِ مَحْمُودًا- وَأَبْرَهَةُ مُجْمِع لِهَدْمِ الْبَيْتِ، ثُمَّ الِانْصِرَافِ إلَى الْيَمَنِ. فَلَمَّا وَجَّهُوا الْفِيلَ إلَى مَكَّةَ، أَقْبَلَ نُفَيل بن حبيب5 حتى قام إلى جنب الفيل ثم أخذه بِأُذُنِهِ، فَقَالَ: ابركْ6 مَحْمُودُ، أَوْ ارْجِعْ رَاشِدًا مِنْ حَيْثُ جِئْتَ، فَإِنَّكَ فِي بَلَدِ اللَّهِ الْحَرَامِ، ثُمَّ أَرْسَلَ أُذُنَهُ. فَبَرَكَ الْفِيلُ، وَخَرَجَ نُفَيْل بْنُ حَبِيبٍ يَشْتَدُّ حَتَّى أصْعَد فِي الْجَبَلِ، وَضَرَبُوا الْفِيلَ لِيَقُومَ فَأَبَى، فَضَرَبُوا فِي رأسه بالطَّبَرْزين7،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015