وَلَهُ الطيرُ تستريدُ وَتَأْوِي ... فِي وكورٍ مِنْ آمناتِ الجبالِ1

وَلَهُ الوحشُ بالفلاةِ تَرَاهَا ... فِي حِقافٍ وَفِي ظلالِ الرمالِ2

وَلَهُ هَوَّدَت يهودُ ودانتْ ... كلَّ دينٍ إذَا ذكرتَ عُضَالِ3

وَلَهُ شَمَّسَ النَّصَارَى وَقَامُوا ... كلَّ عيدٍ لربِّهم واحتفالِ4

وله الراهبُ الحبيسُ تراه ... رَهْنَ بُؤْسٍ وَكَانَ ناعمَ بالِ5

يَا بَنِيَّ -الأرحامَ لَا تَقْطَعُوهَا ... وصِلُوها قَصِيرَةً مِنْ طِوالِ6

وَاتَّقُوا اللَّهَ فِي ضِعافِ الْيَتَامَى ... رُبَّما يُسْتَحلُّ غيرُ الحلالِ

وَاعْلَمُوا أَنَّ لليتيمِ وَلِيًّا ... عالِمًا يَهْتَدِي بغيرِ السؤالِ

ثُمَّ مالَ اليتيمِ لَا تَأْكُلُوهُ ... إنَّ مالَ اليتيمِ يَرْعَاهُ وَالِي

يَا بنيَّ -التخومَ لَا تَخْزلوها ... إنَّ خَزْلَ التُّخوم ذُو عُقَّالِ7

يَا بنيَّ -الأيامَ لَا تأمَنُوها ... واحذَروا مَكْرَها ومَرَّ اللَّيَالِي

وَاعْلَمُوا أَنَّ مَرَّها لنفادِ الْـ ... ـخَلْقِ مَا كانَ مِنْ جديدٍ وَبَالِي

وَاجْمَعُوا أمرَكم عَلَى البِرِّ وَالتَّقْـ ... ـوَى وتَرْكِ الخَنَا وأخذِ الحلالِ

وَقَالَ أَبُو قَيْسٍ صِرْمة أَيْضًا يَذْكُرُ مَا أَكْرَمَهُمْ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِهِ مِنْ الْإِسْلَامِ وَمَا خَصَّهُمْ اللَّهُ بِهِ مِنْ نُزُولِ رَسُولِهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَيْهِمْ:

ثَوَى فِي قُرَيْشٍ بِضْعَ عَشْرةَ ... حِجَّةً يذكِّرُ لَوْ يَلْقى صَدِيقًا مواتِيَا

ويَعْرِضُ فِي أهلِ المواسمِ نفسَه ... فلم يرَ مَنْ يُؤوِي وَلَمْ يَرَ دَاعِيَا

فَلَمَّا أَتَانَا أظهرَ اللَّهُ دينَه ... فأصبحَ مَسْرُورًا بطيبةَ راضِيَا

وَأَلْفَى صِدِّيقًا واطمأنتْ بِهِ النَّوى ... وَكَانَ لَهُ عَوْنًا مِنْ الله باديَا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015