وَأَصْبَحَ إخْوَانُ الصَّفَاءِ كَأَنَّمَا ... أَهَالَ عَلَيْهِمْ جَانِبَ التُّرْبِ هَائِلُ [1]

فَلَا تَحْسَبِي أَنِّي نَسِيتُ لَيَالِيَا ... بِمَكَّةَ إذْ لَمْ نَعْدُ عَمَّا نُحَاوِلُ [2]

إذْ النَّاسُ نَاسٌ وَالْبِلَادُ بِغِرَّةٍ [3] ... وَإِذْ نَحن لَا تشنى عَلَيْنَا الْمَدَاخِلُ [4]

(شِعْرُ ابْنِ عَوْفٍ فِي الِاعْتِذَارِ مِنْ فِرَارِهِ) :

قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَقَالَ مَالِكُ بْنُ عَوْفٍ وَهُوَ يَعْتَذِرُ يَوْمَئِذٍ مِنْ فِرَارِهِ:

مَنَعَ الرُّقَادَ فَمَا أُغَمِّضُ سَاعَةً ... نَعَمٌ بِأَجْزَاعِ الطَّرِيقِ مُخَضْرَمُ [5]

سَائِلْ هَوَازِنَ هَلْ أَضُرُّ عَدُوَّهَا ... وَأُعِينُ غَارِمَهَا إذَا مَا يَغْرَمُ

وَكَتِيبَةٍ لَبَّسْتُهَا بِكَتِيبَةٍ ... فِئَتَيْنِ مِنْهَا حَاسِرٌ وَمُلَأَّمُ [6]

وَمُقَدَّمٍ تَعْيَا النُّفُوسُ لِضِيقِهِ ... قَدَّمْتُهُ وَشُهُودُ قَوْمِي أَعْلَمُ [7]

فَوَرَدْتُهُ وَتَرَكْتُ إخْوَانًا لَهُ ... يَرِدُونَ غَمْرَتَهُ وَغَمْرَتُهُ الدَّمُ [8]

فَإِذَا انْجَلَتْ غَمَرَاتُهُ أَوْرَثْنَنِي ... مَجْدَ الْحَيَاةِ وَمَجْدَ غُنْمٍ يُقْسَمُ

كَلَّفْتُمُونِي ذَنْبَ آلِ مُحَمَّدٍ ... وَاَللَّهُ أَعْلَمُ مَنْ أَعَقُّ وَأَظْلَمُ

وَخَذَلْتُمُونِي إذْ أُقَاتِلُ وَاحِدًا ... وَخَذَلْتُمُونِي إِذْ تقَاتل خشعم

وَإِذَا بَنَيْتُ الْمَجْدَ يَهْدِمُ بَعْضُكُمْ ... لَا يَسْتَوِي بَانٍ وَآخَرُ يَهْدِمُ

وَأَقَبَّ مِخْمَاصِ الشِّتَاءِ مُسَارِعٍ ... فِي الْمَجْدِ يَنْمِي لِلْعُلَى مُتَكَرِّمُ [9]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015