أَخَافُ شَيْئًا دُونَهُ، ثُمَّ وَضَعَ رَأْسَهُ فَنَامَ.
وَقَالَ أَبُو وَائِلٍ: نِعْمَ الرَّبُّ رَبُّنَا لَوْ أَطَعْنَاهُ مَا عَصَانَا.
وَقَالَ: إِنَّ أَهْلَ بَيْتٍ يَضَعُونَ عَلَى مَائِدَتِهِمْ رَغِيفًا مِنْ حَلالٍ لَأَهْلُ بَيْتٍ غرُبَاءُ.
وَقَالَ عَاصِمٌ: كَانَ لِأَبِي وَائِلٍ خُصٌّ مِنْ قَصَبٍ، فَكَانَ يَكُونُ فِيهِ هُوَ وَفَرَسُهُ، فَإِذَا غَزَا نَقَضَهُ وَتَصَدَّقَ بِهِ، فَإِذَا رَجَعَ أَنْشَأَ بِنَاءَهُ.
وَقَالَ عَاصِمٌ: كَانَ عَطَاءُ أَبِي وَائِلٍ أَلْفَيْنِ، فَإِذَا خَرَجَ أَمْسَكَ مَا يَكْفِي أَهْلَهُ سَنَةً وَتَصَدَّقَ بِمَا سَوَى ذَلِكَ.
وَقَالَ عَاصِمٌ: مَا رَأَيْتُ أَبَا وَائِلٍ مُلْتَفِتًا فِي صَلَاتِهِ وَلَا فِي غَيْرِهَا، وَلَا سَمِعْتُهُ يَسُبُّ دَابَّةً قَطُّ، إِلَّا أَنَّهُ ذَكَرَ الْحَجَّاجَ يَوْمًا فَقَالَ: «يَا رَبِّ أَطْعِمِ الْحَجَّاجَ مِنْ ضَرِيعٍ، لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ» ثُمَّ تَدَارَكَهَا فَقَالَ: إِنْ كَانَ ذَلِكَ أَحَبَّ إِلَيْكَ.
قُلْتُ: وَتَسْتَثْنِي فِي الْحَجَّاجِ؟ قَالَ: نَعُدُّهَا ذَنْبًا.
وَفِي رِوَايَةِ الزِّبْرَقَانِ، قَالَ: جَعَلْتُ أَسُبُّ الْحَجَّاجَ وَأَذْكُرُ مَسَاوِئَهُ فَقَالَ: لَا تَسُبَّهُ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ قَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ.
قَالَ أَهْلُ التَّارِيخِ: مَاتَ أَبُو وَائِلٍ بَعْدَ الْجَمَاجِمِ.