وَفِي رِوَايَةٍ عَنْ مُعْتَمِرٍ , قَالَ: لَمْ تَمُرَّ عَلَى أَبِي سَاعَةٌ إِلَّا تَصَدَّقَ بِشَيْءٍ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ شَيْئًا صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، وَكَانَ فِي جَمِيعِ أَوْقَاتِهِ مُطِيعًا لِلَّهِ، إِمَّا مُصَلِّيًا أَوْ مُتَوَضِّئًا أَوْ مُشَيِّعًا جَنَازَةً أَوْ عَائِدًا مَرِيضًا، وَكَانَ بَعْدَ الْعَصْرِ يُسَبِّحُ إِلَى أَنْ تَغْرُبَ الشَّمْسُ، وَكَانَ يُقَالَ لَهُ لَا يُحْسِنُ أَنْ يَعْصِيَ اللَّهَ.
وَخَرَجَ إِلَى مَكَّةَ فَكَانَ يُصَلِّي الصُّبْحَ بِوُضُوءِ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ، وَكَانَ يَأْخُذُ بِقَوْلِ الْحَسَنِ أَنَّهُ إِذَا غَلَبَ عَلَى قَلْبِهِ النَّوْمُ تَوَضَّأَ، وَقِيلَ: مَكَثَ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا.
وَقَالَ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ: الْحَسَنَةُ نُورٌ فِي الْقَلْبِ، وَقُوَّةٌ فِي الْعَمَلِ، وَالسَّيِّئَةُ ظُلْمَةٌ فِي الْقَبْرِ، وَضَعْفٌ فِي الْعَمَلِ.
وَقِيلَ لَهُ: أَنْتَ أَنْتَ فَقَالَ: لَا تَقُولُوا هَذَا، لَا أَدْرِي مَا يَبْدُو لِي مِنْ رَبِّي، سَمِعْتُ اللَّهَ يَقُولُ: {وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ} [الزمر: 47] .