وَقَالَ: مِنْ حُكْمِ الْحَكِيمِ أَنْ يُوَسِّعَ عَلَى إِخْوَانِهِ فِي الْأَحْكَامِ، وَيُضَيِّقَ عَلَى نَفْسِهِ فِيهَا، فَإِنَّ التَّوْسِعَةَ عَلَيْهِمْ اتِّبَاعُ الْعِلْمِ، وَالتَّضْيِيقُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ حُكْمِ الْوَرَعِ.
وَقِيلَ: هَلْ يَنْفَعُ الْوَلَدَ صَلَاحُ الْوَالِدَيْنِ؟ فَقَالَ: مَنْ لَمْ يَكُنْ بِنَفْسِهِ لَا يَكُونُ بِغَيْرِهِ، بَلْ مَنْ لَمْ يَكُنْ بِرَبِّهِ لَا يَكُونُ بِنَفْسِهِ.
وَقَالَ ابْنُ خَفِيفٍ قُلْتُ لِرُوَيْمٍ: أَوْصِنِي فَقَالَ: أَقَلُّ مَا فِي الْأَمْرِ بَذْلُ الرُّوحِ، فَإِنْ أَمْكَنَكَ الدُّخُولُ فِيهِ مَعَ هَذَا، وَإِلَّا فَلَا تَشْتَغِلْ بِتَرَّهَاتِ الصُّوفِيَّةِ.
وَقَالَ: الرِّضَا: اسْتِلْذَاذُ الْبَلْوَى، وَالْيَقِينُ: هُوَ الْمُشَاهَدَةُ.
وَسُئِلَ عَنِ الْمَحَبَّةِ فَقَالَ: الْمُوَافَقَةُ فِي جَمِيعِ الْأَحْوَالِ، وَأَنْشَدَ:
وَلَوْ قُلْتَ لِي: مُتْ، مُتُّ سَمْعًا وَطَاعَةً ... وَقُلْتُ: لِدَاعِي الْمَوْتِ: أَهْلًا وَمَرْحَبًا
وَقَالَ: الْأُنْسُ أَنْ تَسْتَوْحِشَ مِمَّا سِوَى مَحْبُوبِكَ.
وَقِيلَ لَهُ: كَيْفَ حَالُكَ؟ فَقَالَ: كَيْفَ يَكُونُ حَالُ مَنْ دِينُهُ هَوَاهُ، وَهِمَّتُهُ شَقَاهُ، لَيْسَ بِصَالِحٍ تَقِيٍّ، وَلَا عَارِفٍ نَقِيٍّ